الجمعة، 18 أبريل 2025

هل فقدنا ثقافة الاستماع؟

كتب: 60 دقيقة



في زمن أصبحت فيه السرعة هي عنوان الحياة، والردود تسبق الفهم، بدأت ثقافة الاستماع تختفي تدريجيًا من مشهد التواصل الإنساني. فالجميع يتكلم، والجميع يريد أن يُسمَع، لكن من يستمع فعلًا؟

الاستماع.. فن مفقود

الاستماع ليس فقط أن تترك الآخر يتحدث، بل أن تنصت له بقلبك وعقلك. هو فن يُظهر احترامك للشخص الذي أمامك، حتى لو كنت تختلف معه. كثيرون يظنون أن الحديث يُظهر الذكاء، لكن في الحقيقة، من يُحسن الاستماع هو من يملك الحكمة.

ضجيج السوشيال ميديا

المنصات الاجتماعية حولتنا لمتحدثين دائمين، نُعلّق قبل أن نفهم، ونهاجم قبل أن نتفهم. لم نعد ننتظر حتى نسمع القصة كاملة، بل نكتفي بعنوان أو لقطة، ثم نُصدر الأحكام. هذا لا يؤذي فقط الطرف الآخر، بل يُضعف قدرتنا على التحليل والوعي.

التأثير على علاقاتنا

كم من علاقة انتهت بسبب سوء فهم؟ وكم من صديق ابتعد لأنه لم يجد من يسمعه؟ الاستماع هو الحبل الذي يُبقي العلاقات حيّة، وعندما يُقطع، تبدأ المسافات في التكوّن، حتى بين الأقرباء.

كيف نستعيد ثقافة الاستماع؟

  • توقّف عن المقاطعة: اترك الطرف الآخر يُكمل فكرته.
  • اسأل بدلاً من الرد السريع: تأكّد أنك فهمت ما يعنيه قبل أن ترد.
  • انظر للعينين: لغة الجسد تساعد على الفهم.
  • تدرّب على الصمت: الصمت أحيانًا أقوى من الكلام.

خلاصة

أن تستمع، يعني أن تمنح غيرك قيمة. في عالم مليء بالضجيج، قد يكون أفضل ما نقدمه للآخرين هو أذن تُنصت بصدق. فلنحاول أن نكون ذلك الشخص، الذي إذا تحدّثنا إليه شعرنا بأنه فعلاً يسمعنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

مواعيد امتحانات النقل للفصل الدراسي الثاني 2025

 مواعيد امتحانات النقل للفصل الدراسي الثاني 2025 أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن مواعيد امتحانات صفوف النقل للعام الدراسي 202...